تتعلق الشهرة بالكثير من المكتسبات التي يجب تحقيقها كي نقول عن شيء ما أنه مشهور، وعلى سبيل المثال فإن أغلب مواقع الانترنت المشهورة اليوم بشكل عالمي قد بدأت سابقاً بإنشاء حسابات على كافة مواقع التواصل الاجتماعي وقامت بضمان أيقونات متبادلة فيما بينها وذلك نظراً لأهميتها.
كما أن طبيعة المحتوى التي تقوم أي جهة بتقديمه إضافة إلى نوعه يعتبران حجر الأساس في الكشف عن الطريقة الصحيحة للتسويق له، وهذا ما يعتبر أحد أهم عوامل التسويق للدورات التدريبية سواء بشكل عام أو بشكل خاص، وأياً كان نوعه فهو بحاجة إلى التوازن بين النشر العام والنشر الخاص وهو ماسوف نستوفيه في لب هذا المقال.
هل تعتبر الدورات التدريبية على أرض الواقع هي الأفضل؟
أم أن الدورات الأونلاين هي الأكثر انتشاراً اليوم؟
المقارنة هنا تعتبر متراجحة، فإذا كنت صاحب دورة تدريبية وتخطط لإطلاق دورتك التدريبية بشكل وجاهي على أرض الواقع فأنت في المكان المناسب الذي تتعلم منه الانطلاق، حيث نأمل أن نفيدك اليوم بالطريقة الأنسب للبدء بهذا مع تطوير الدورات بشكل مستمر.
قد نستطيع القول أن نوعي الدورات هما وجهان لعملة واحدة، إلا أن متطلبات العصر الحالي قد تفضل إحداهما على الأخرى بشكل بسيط.
فلقد وجد الكثير من الأشخاص الذي بدأون بالدورات الوجاهية للمرة الأولى بأن الأمر يختلف تماماً بين إعطاء معلومات الدورة لأول مرة، أو لمرات متتالية.
الفرق يتجلى في طريقة ترتيب المحتوى والأفكار، حيث أن تكرار إعطاء الدورة يزيد من كمية الأفكار المتجددة التي يقوم أعضاء الدورة بطرحها للنقاش وتبادل وزيادة المعرفة فيها وتحسين طريقة تسلسلها وتوسيع مدارك المحاضر في إعداد دليل شامل يتم توزيعه على طلاب الدورة قبل البدء ويكون بمثابة مرجع للجميع، ويبقى كـ بطاقة رابحة للتسويق لاحقاً للدورة نفسها أون لاين.
وهذا مؤمن بشكل مريح للأعضاء المشاركين في الدورات الوجاهية،حيث أن أرض الحوار هي قاعة المحاضرة، لكن أين يمكن أن يتناقش الأعضاء في الدورات الأونلاين؟
لابد من وجود كروب خاص يجمع أعضاء الدورة، على أحد منصات التواصل الاجتماعي، مثل واتس اب أو فيس بوك.
لماذا أختار إنشاء كروب خاص على فيس بوك؟
قام فيسبوك مؤخراً بتسليط اهتمامه على زيادة مزايا انشاء الكروبات الخاصة وتطويرها من خلاله،ويعود السبب إلى الاقبال المتزايد للمستخدمين على هذه الميزة والاستفادة منها بشكل أكبر.
يمكن بالطبع إبقاء كروب الدورة على فيسبوك عام أو خاص تبعاً للحالة الأنسب للمحتوى الخاص بك، إلا أن اختيارك له أن يكون خاص هو الأكثر مناسبة لمحتوى الدورات التدريبية مما يفتح أمامك الكثير من المزايا التي يمكنك من خلالها تحديد متطلبات جمهورك وطلابك بشكل أكبر ومراقبة اهتماماتهم ومتطلباتهم الجديدة.
ولفهم أكبر لميزات الكروبات الخاصة يجب أن تكون على دراية كافية بطريقة استخدامها وكيفية استغلال كل الميزات المتعلقة بها كي تتفادى الملل أو تشتت الأفكار وتسعى إلى إضافة قيمة أعلى لدورتك التدريبية من خلالها وبالتالي زيادة أعداد المشتركين والعملاء المهتمين بذلك،وهذا ما سوف نتابعه الآن في حديث مفصل عن المزايا.
أولاً: مزايا انشاء كروب فيسبوك خاص:
إن البحث عن المزايا يلخصه الرغبة في جني الفائدة، وقد تتلخص الفوائد في الترويج والربح والانتشار،وهذه هي أهمها:
1- تكوين وإنشاء مجتمع:
إن الدورات التدريبية مجتمع مصغر يتم من خلالها تناقل الخبرات والمعلومات وتحقيق الفائدة المتبادلة لأطراف الدورة.
لذا فإن رسم حدود هذا المجتمع عبر كروب فيسبوك خاص يجعل منه مجتمعاً مترابطاً يعرف كل الأشخاص فيه بعضهم ويتلزمون جميعاً بنفس القوانين التي كانت تجمعهم تحت سقف واحد للدورات الوجاهية.
والثروة الحقيقية هنا هو إنشاء قاعدة جماهيرية تستطيع التعبير عن أفكارها والنقاش وتطوير المعرفة دون التطرق للخجل أو الخوف من نشر كل نقاشاتهم في صفحات عامة قد لايتواجد فيها الأشخاص الذين يقدرون نفس الأفكار أو يبحثون عنها.
وهذا ما يزيد الثقة بينك وبين الطالب أو لنقل العميل، ف تنظيم ونقاش أفكاره التي سجل بها ضمن الدورة ومتابعة صاحب الدورة له من خلال الكروب سوف يجعله مطمئناً للتسجيل في دورة ثانية وثالثة دون تردد.
2- كسب قيمة تعادل خدمات مابعد البيع:
نحن لا نتكلم هنا عن شراء آلة كهربائية أو قطعة ثمينة من متجر ما، حيث أن المتعارف في ذلك المجال أن يحصل المشتري على ضمان يضمن له حقه ضمن فترة معينة وهو ما يندرج تحت خدمات مابعد البيع.
وهذا الأمر يعمل على خلق ثقة أكبر لدى العميل فـ عند الحصول على ضمان سوف يكون لديه رغبة في إعادة تجربة الشراء لأنها تجربة ناجحة بالنسبة له.
وهذا ما يسعى إليه الكثير من المنافسين من خلال إثبات قيمة وجودة المنتج العالية في تقديم ضمانات وخدمات مميزة لما بعد البيع.
وهذا هو الأمر ذاته موازنةً مع فكرة إنشاء كروب خاص على فيسبوك، فالمجتمع الذي قمت بتكوينه هو أكبر ضمان لما بعد انتهاء الدورة التدريبية.
حيث أن انتهاء معلومات الدورة لا يعني انتهاء الكروب، وسوف يبقى النقاش فيه متجدداً مع بقاءك على تواصل مستمر مع الأعضاء واهتماماتهم ومعرفتهم بالدورات اللاحقة وآخر التطورات.
3- الحصول على تجارب المستخدمين:
لقد ناقشنا سابقاً أهمية تحقيق أفضل تجربة مستخدم ضمن مقال سابق عن تطور مفهوم التسعير وتأثير تجربة المستخدم القوي على زيادة قيمة المنتجات والخدمات.
لذا فإن التواصل القريب مع أعضاء الكروب سوف يمكنك من تطوير كل المدارك المتعلقة بالدورة من خلال النقاشات والاسئلة المتجددة التي يتم طرحها،حيث يمكن معرفة كل مشكلة واجهت الطلاب أو ما يطمحون للوصول إليه من خلال هذه الدورة.
وهذا ما يمكن أن يكون بمثابة العنصر الجاذب أونلاين لدوراتك القادمة وبيع الدورة أون لاين قبل إعدادها.
فقد يكون هذا العنصر هو خطوات سابقة قد عانيت منها في بداية مشوارك أو هو ملخص لأهم مشاكل العملاء المحتملين والذي سيكون من السهل عليك إعداده بعد دورتك الأولى وبعد أن أصبحت تعرف بالضبط المعلومات التي يمكن أن تثريه بها.
لذا فإن هذه الخطوات السابقة هي بمثابة الفترة التحضيرية لأي دورة وجاهية بالإضافة إلى أنها خطوات تقوية الدورات أون لاين أيضاً،يمكنك البدء بأي من الطريقتين حسب المهارة التي تتمتع بها،أو إطلاق نوعي الدورات معاً مع الموازنة بينهما ومتابعة أهم الأدوات والتحديثات والعمل على تطويرها.
ثانياً: لماذا أختار الكروب خاص وليس عام؟
1- الخاص للخواص، محتوى غير مكشوف للعوام:
وبالتالي فإن زيادة أعداد المنضمين إلى الكروب سوف يعمل على زيادة وخلق الفضول لدى الناس بشكل طردي للانضمام إلى الكروب ومعرفة المعلومات التي يتم تقديمها من خلاله.
ويمكنك اختيار أسئلة يفترض على الأعضاء الإجابة عليها قبل الانضمام إلى الكروب،لتأكيد رغبتهم ونيتهم اتجاه ما يريدون من جهتهم، ومعرفة عملاءك المحتملين من جهتك والتعرف على اجاباتهم التي تكشف لك عن عقليتهم ورغباتهم بشكل أكبر.
2- ابعاد المنافسين:
إن من أفضل ضمانات الكروب الخاص هو أن الشخص الذي يود الانضمام هو الطالب في المقام الأول، حيث أنه لايمكن لشخص منافس يضع نفسه في مكان الخصم أن يقوم بالتنازل والاجابة عن الاسئلة والكشف عن معلومات هويته من أجل الانضمام للكروب وتعرية نفسه أمامك كـ خصم فضول متطفل يود كشف محتوى الدورة الخاصة بك.
3- تقليل الجهد والوقت:
يمكنك تقليل المجهود المبذول في الرد على التساؤلات والأسئلة التي يقوم الأعضاء بطرحها، من خلال طرح استبيانات ومنشورات على الكروب الخاص وجمع الاجابات والآراء الخاصة بذلك.
وعليه سوف يزداد التفاعل وتزداد الرغبة بالمشاركة من قبل الطلاب.
4- الاستفادة من تفاعل الطلاب:
إن فتح أبواب الحديث بشكل مباشر مع تفاعل الطلاب بالإضافة إلى طرح المسابقات والاستفتاءات وتقديم بعض العروض، سوف يمكنك من الحصول على نقطة التقاء الآراء وتوضيح نقاط القوة ونقاط الضعف لديهم،مما يعطيك أهم المفاتيح التي تساعدك على تطوير الدورة وإضافة هذه المعلومات إلى مخططات دوراتك القادمة حيث سوف يكون بإمكانك طرح الأفكار الأنسب إليهم وتجنب مخاوفهم وبالتالي يمكنك توجيه إعلاناتك بشكل أدق وأكثر وصولاً.
5- التعرف على المهتمين في مدينتك:
قد يعتبر التعارف الجغرافي مشهوراً في الدورات الوجاهية حيث يجتمع الأشخاص الذي قد أتوا من نفس المنطقة أو نفس البيئة، ولا يغني ذلك عن أهمية وجود هذا التعارف ضمن الدورات أون لاين.
حيث يمكنك التعرف على المجتمع الذي يتشارك نفس الاهتمام وهذا مايوسع أمامك الآفاق في المستقبل لكسب عملاء أكثر وبشكل أكثر دقة.
إضافة إلى إمكانية خلق أعمال مستقبلية استناداً على جمهورك السابق من الدورات، حيث أن طلابك قد أصبحت على دراية كافية بخبراتهم ومستوياتهم وطرق تفكيرهم،مما يجعلك تعرض على أحدهم عملاً في المستقبل دون الحاجة لنشر إعلان توظيف وإجراء العديد من المقابلات والتجارب لمعرفة مهارات الشخص المتقدم.
6- اختيار عنوان جاذب:
لابد من مقدمة شيقة، وخاتمة مشرقة.
لذا حاول أن تحقق كل هذه التوصيات وأن تقوم بتلبية أقصى المتطلبات لهذا الكروب، مثل اختيار عنوان جذاب له لا يقتصر فقط على اسم الدورة، مما يزيد من جماليته وقيمته ويجعل الأشخاص ملتفتين دوماً للانضمام لاسم الكروب المميز.
مشاركة المقالة على المنصات الاجتماعية